الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } * { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } * { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ } * { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } * { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ }

{ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ } ممدودة { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أي خائفة { أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } تفسير الحسن قال كانوا يعملون ما عملوا من أعمال البر ويخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم.

قال محمد ومعنى أنهم إلى ربهم راجعون أنهم يوقنون بأنهم يرجعون إلى ربهم { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } قال الحسن يعني فيما افترض الله عليهم { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي وهم بالخيرات سابقون.

{ وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } إلا طاقتها { وَلَدَيْنَا } عندنا { كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ } يريد الكتاب الأول.

{ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } قال قتادة يعني في غفلة مما ذكر من أعمال المؤمنين في الآية الأولى { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ } يقول لهم أعمال لم يعملوها سيعملونها قال محمد المعنى على هذا التفسير أن الله أعلم أنهم سيعملون أعمالا تبعد من الله غير الأعمال التي ذكروا بها.

{ حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ } يعني أبا جهل وأصحابه الذين قتلوا يوم بدر { إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } قال الحسن يصرخون إلى الله بالتوبة فلا تقبل منهم.

{ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } أي تستأخرون عن الإيمان بالله { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } أي بالحرم { سَامِراً تَهْجُرُونَ } أي تتكلمون بهجر القول ومنكره.

قال قتادة يعني بهذا أهل مكة كان سامرهم لا يخاف شيئا كانوا يقولون نحن أهل الحرم فلا نقرب لما أعطاهم الله من الأمن وهم مع ذلك يتكلمون بالشرك والبهتان والقراءة على تفسير قتادة بضم التاء وكسر الجيم وكان الحسن يقرؤها تهجرون بنصب التاء ورفع الجيم وتأويلها الصد والهجران يقول قد بلغ من أمانكم أن سامركم يسمر.

بالبطحاء يعني سمر الليل والعرب يقتل بعضها بعضا ويسبي بعضها بعضا وأنتم في ذلك تهجرون كتابي ورسولي قال محمد يقال هذا سامر الحي يراد المتحدثون منهم ليلا.