الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ } * { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } * { قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } * { إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } * { فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } * { إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } * { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ } * { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ } * { قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } التي كتبت علينا { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } فيسكت عنهم قدر عمر الدنيا مرتين ثم يرد عليهم { ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } أي اصغروا في تفسير الحسن قال فوالله ما تكلم القوم بعدها بكلمة وما هو إلا الزفير والشهيق.

قال محمد معنى { ٱخْسَئُواْ } في اللغة تباعدوا ويقال خسأت الكلب أخسؤه إذا زجرته ليتباعد.

{ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } يعني أفضل من رحم وقد يجعل الله الرحمة في قلب من يشاء وذلك من رحمة الله { فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً } كانوا يسخرون بأصحاب الأنبياء ويضحكون منهم قال محمد الأجود في قراءة اتخذتموهم إدغام الذال في التاء لقرب المخرجين في الذال والتاء وإن شئت أظهرت وتقرأ سخريا بالضم والكسر في معنى الاستهزاء وقد قال بعض أهل اللغة ما كان من الاستهزاء فهو بالكسر وما كان من جهة التسخير فهو بالضم.

{ حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي } ليس يعني أن أصحاب الأنبياء أنسوهم ذكر الله فأمروهم ألا يذكروه ولكن جحودهم واستهزاؤهم وضحكهم منهم هو الذي أنساهم ذكر الله.

{ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ } في الدنيا { أَنَّهُمْ } بأنهم { هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } الناجون من النار وتقرأ بالكسر إنهم قال محمد ومن كسر فالمعنى أني جزيتهم بما صبروا ثم أخبر فقال إنهم هم الفائزون.

{ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ } يقوله لهم في الآخرة { فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ } أي كم عدد السنين التي لبثتم في الأرض يريد بذلك أن يعلمهم قلة ل بقائهم في الدنيا فتصاغرت الدنيا عندهم { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } وذلك لتصاغر الدنيا عندهم { فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ } قال قتادة يعني الحساب الذين كانوا يحسبون آجالنا مثل قوله إنما نعد لهم عدا وهي آجالهم { قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } أي أن لبثكم في الدنيا في طول ما أنتم لابثون في النار كان قليلا { لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } يقول لو أنكم كنتم علماء لم تدخلوا النار قال محمد عدد منصوب بكم وقوله { إِن لَّبِثْتُمْ } معناه: ما لبثتم.