الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ } * { وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ } * { وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } * { فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } * { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ }

{ فَأمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ } أي لم أهلكهم عند تكذيبهم رسلهم حتى جاء الوقت الذي أردت أن أهلكهم فيه { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } بالعذاب حين جاء الوقت { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي عقابي أي كان شديدا يحذر بذلك المشركين.

{ فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } أي فكم من قرية { أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ } يعني أهلكنا أهلها { فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } سقفها فصار أعلاها أسفلها { وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ } أي قد باد أهلها { وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } قال الكلبي أي حصين.

قال محمد يقال هو ما بني بالشيد وهو الجص وقيل معنى مشيد مطول { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني: المشركين { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } أي لو صاروا فتفكروا فحذروا ما نزل بإخوانهم من الكفار فيتوبون لو كانت لهم قلوب يعقلون بها { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } أي إنما أوتوا من قبل قلوبهم.