الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } * { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ } * { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } * { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } * { وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }

{ هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ } تفسير قتادة اختصم المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن خير منكم وقال المسلمون كتابنا يقضي على الكتب كلها ونبينا خاتم النبيين ونحن أولى بالله منكم فأفلج الله أهل الإسلام فقال: { هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ... } إلى آخر الآية وقال { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ... } الآية وقال { خَصْمَانِ } أهل الكتاب خصم والمؤمنون خصم ثم قال { ٱخْتَصَمُواْ } يعني الجميع { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } وهو الحار الشديد الحر.

{ يُصْهَرُ بِهِ } أي يذاب به { مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ } أي وتحرق به الجلود { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } من نار { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا } قال الحسن ترفعهم بلهبها فإذا كانوا في أعلاها قمعتهم الملائكة بمقامع من حديد من نار فيهوون فيها سبعين خريفا.

{ إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ... } إلى قوله { مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً } قال محمد من قرأ { وَلُؤْلُؤاً } بالنصب فالمعنى ويحلون لؤلؤا.

{ وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } هو لا إله إلا الله { وَهُدُوۤاْ } أي: في الدنيا { إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ } وهو الله.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } أي ويصدون عن المسجد الحرام { ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ } قبلة { سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ } يعني أهل مكة { وَٱلْبَادِ } يعني من ينتابه من سائر الناس للحج والعمرة يقول هم سواء في حرمه ومساكنه وحقوقه قال محمد سواء القراءة فيه بالرفع على الابتداء.

{ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } أي بشرك والإلحاد الميل المعنى ومن يرد أن يعبد غير الله فيه قال محمد { بِإِلْحَادٍ } الباء فيه زائدة.