الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ٱلْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ ٱلْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } * { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَٱلطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ } * { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ } * { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ } * { وَمِنَ ٱلشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذٰلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ }

{ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ٱلْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ } أي وقعت فيه { غَنَمُ ٱلْقَوْمِ } النفش بالليل.

قال الكلبي إن أصحاب الحرث استعدوا على أصحاب الغنم فنظر داود ثمن الحرث فإذا هو قريب من ثمن الغنم فقضى بالغنم لأهل الحرث فمروا بسليمان فقال كيف قضى فيكم نبي الله فأخبروه قال لهم نعم ما قضى وغيره كان أرفق بالفريقين كليهما فدخل أصحاب الغنم على داود فأخبروه فأرسل إلى سليمان فقدم عليه لما حدثتني كيف رأيت فيما قضيت قال تدفع الغنم إلى أهل الحرث فينتفعون بلبنها وسمنها وأصوافها عامهم هذا وعلى أهل الغنم أن يزرعوا لأهل الحرث مثل الذي أفسدت غنمهم فإذا بلغ مثله حين أفسد قبضوا غنمهم فقال له داود نعم الرأي رأيت.

{ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَٱلطَّيْرَ } كانت جميع الجبال وجميع الطير تسبح مع داود بالغداة والعشي ويفقه تسبيحها { وَكُنَّا فَاعِلِينَ } أي قد فعلنا ذلك قال محمد يجوز نصب الطير من جهتين إحداهما على معنى وسخرنا الطير والأخرى على معنى يسبحن مع الطير.

{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ } يعني دروع الحرب { لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ } يعني القتال قال قتادة كانت قبل داود صفائح وأول من صنع هذه الحلق وسمرها داود.

قال محمد تقرأ { ليحصنكم } بالياء والتاء فمن قرأ بالياء فالمعنى ليحصنكم اللبوس ومن قرأ بالتاء فكأنه على الصنعة لأنها أنثى.

{ وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ } أي وسخرنا لسليمان الريح عاصفة لا تؤذيه { تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } يعني أرض الشام.

{ وَمِنَ ٱلشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذٰلِكَ } سوى ذلك الغوص وكانوا يغوصون في البحر فيخرجون له اللؤلؤ وقال في آية أخرى كل بناء وغواص { وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ } حفظهم الله عليه ألا يذهبوا ويتركوه.