{ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً } أي قطعا قطع أيديها وأرجلها وفقأ أعينها ونجر وجوهها { إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ } لهم للآلهة يعني أعظمها في أنفسهم ثم أوثق الفأس في يد كبير تلك الأصنام كادهم بذلك { لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } أي يبصرون فيؤمنون فلما رجعوا رأوا ما صنع بأصنامهم { قَالُواْ مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَآ } { قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ } أي يعيبهم { يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ }. قال محمد إبراهيم رفع بمعنى يقال له يا إبراهيم أو المعروف به إبراهيم. { قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون } أنه كسرها قال قتادة: كرهوا أن يأخذوه إلا ببينة فجاءوا به فقالوا { قَالُوۤاْ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يٰإِبْرَاهِيمُ }. { قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ } قال قتادة وهي هذه المكيدة { ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ } أي خزايا قد حجهم فقالوا { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ }. { أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } قال محمد أف معناه التغليظ في القول والتبرم وقيل إن أصلها النتن فكأنه قال نتنا لكم { قَالُواْ حَرِّقُوهُ } الآية قال الحسن فجمعوا الحطب زمانا ثم جاءوا بإبراهيم فألقوه في تلك النار قال يحيى بلعني أنهم رموا به في المنجنيق فكان ذلك أول ما صنع المنجنيق.