الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } * { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } * { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } * { قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ }

قوله { ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } أي أن ذلك قريب يحيى عن خداش عن أبي عامر عن أبي عمران الجوني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حين بعث إلي بعث إلى صاحب الصور فأهوى به إلى فيه وقدم رجلا وأخر رجلا ينتظر متى يؤمر ينفخ ألا فاتقوا النفخة ".

{ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } يعني المشركين عن الآخرة { مُّعْرِضُونَ } عن القرآن { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ } يعني: القرآن { إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } يسمعونه بآذانهم ولا تقبله قلوبهم { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ } أي غافلة قال محمد المعنى استمعوه لاعبين لاهية قلوبهم.

{ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا يقول بعضهم لبعض وأسروا ذلك فيما بينهم { هَلْ هَـٰذَآ } يعنون: محمدا { إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ } يعنون القرآن أي تصدقون به { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } أنه سحر.

قال محمد قوله { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } فيه وجهان يجوز أن يكون الذين ظلموا رفعا على معنى هم الذين ظلموا أنفسهم وقد يجوز أن يكون المعنى أعني الذين ظلموا { قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ } السر { فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ }.

{ بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي أخلاط أحلام يعنون القرآن { بَلِ ٱفْتَرَاهُ } يعنون محمدا { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } كما جاء موسى وعيسى فيما يزعم محمد.