الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } * { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } * { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } يعني الجنة { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا } يعني النار { مُبْعَدُونَ } قال الكلبي قام رسول الله عليه السلام مقابل باب الكعبة ثم اقترأ هذه الآيةإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } [الأنبياء: 98] فوجد منها أهل مكة وجدا شديدا فقال ابن الزبعرى يا محمد أرأيت الآية التي قرأت آنفا أفينا وهي آلهتنا خاصة أم في الأمم وآلهتهم قال لا بل فيكم وفي آلهتكم وفي الأمم وآلهتهم فقال خصمتك والكعبة قد علمت أن النصارى يعبدون عيسى وأمه وإن طائفة من الناس يعبدون الملائكة أفليس هؤلاء مع آلهتنا في النار فسكت رسول الله وضحكت قريش ولجوا فأنزل الله جواب قولهم { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } يعني عزيرا وعيسى والملائكة { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا } يعني صوتها إلى قوله { ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } قال الحسن يعني النفخة الآخرة { وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } قال الحسن تتلقاهم بالبشارة حين يخرجون من قبورهم وتقول { هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }.

{ يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } قال قتادة يعني كطي الصحيفة فيها الكتاب { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } قال الكلبي إذا أراد أن يبعث الموتى عاد الناس كلهم نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما ثم لحما ثم ينفخ فيهم الروح فكذلك بدأهم.

وقال ابن مسعود يرسل الله ماء من تحت العرش منيا كمني الرجال فتنبت به جسمانهم ولحمانهم كما تنبت الأرض من الثرى { وَعْداً عَلَيْنَآ } يعني البدء { إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } أي نحن فاعلون.

قال محمد وعدا منصوب على المصدر بمعنى وعدناهم هذا وعدا.