الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوۤاْ أَمْرِي } * { قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ } * { قَالَ يٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوۤاْ } * { أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي } * { قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } * { قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يٰسَامِرِيُّ } * { قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي } * { قَالَ فَٱذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ وَٱنظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي ٱلْيَمِّ نَسْفاً } * { إِنَّمَآ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً }

{ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ } أي من قبل أن يرجع إليهم موسى حين اتخذوا العجل { يٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ } به يعني العجل { وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوۤاْ أَمْرِي } { قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ } أي لن نزال { عَلَيْهِ عَاكِفِينَ } نعبده { حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ }.

{ قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } أي ولم تنتظر ميعادي وقد استخلفتك فيهم.

قال محمد من قرأ يا ابن أم بفتح الميم وموضعها جر فإنما ذلك لأن ابن وأم جعلا شيئا واحدا وبنيا على الفتح مثل خمسة عشر.

{ قَالَ } ثم أقبل موسى على السامري فقال له { فَمَا خَطْبُكَ } أي ما حجتك { يٰسَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ } يعني بني إسرائيل وكان الذي رأى فرس جبريل.

قال محمد يقول أهل اللغة بصر الرجل يبصر إذا صار عليما بالشيء وأبصر يبصر إذا نظر.

{ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ } يعني من تحت حافر فرس جبريل { فَنَبَذْتُهَا } أي ألقيتها في العجل يعني حين صاغه وكان صائغا { وَكَذٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي } أي وقع في نفسي أني إذا ألقيتها في العجل خار قال قتادة وكان السامري من عظماء بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة ولكن نافق بعدما قطع البحر مع بني إسرائيل { قَالَ } له موسى { فَٱذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلْحَيَاةِ } يعني حياة الدنيا { أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ } يعني لا تخالط الناس ولا يخالطونك فهذه عقوبتك في الدنيا ومن كان على دينك إلى يوم القيامة والسامرة صنف من اليهود.

قال قتادة يقال السامرة حتى الآن بأرض الشام يقولون لا مساس.

قوله { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ } يعني يوم القيامة فيجزيك الله فيه بأسوأ عملك { وَٱنظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ } أي صرت عليه { عَاكِفاً } على عبادته { لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ }.

محمد النسف التذرية قال الكلبي ذبحه موسى ثم أحرقه بالنار ثم ذراه في البحر.

{ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ } قال قتادة ملأ ربي كل شيء { عِلْماً } يقول لا يكون شيء إلا بعلم الله.