الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ } * { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } * { وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ } * { يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } * { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ } * { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } * { وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ يٰمُوسَىٰ } * { قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } * { قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ } * { فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ أَسِفاً قَالَ يٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي } * { قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } * { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } * { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً }

{ فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً } قال الحسن أتاه جبريل على فرس فأمره فضرب البحر بعصاه فصار طريقا يبسا قال محمد يعني ذا يبس.

قال يحيى بلغني أنه صار اثني عشر طريقا لكل سبط طريق.

{ لاَّ تَخَافُ دَرَكاً } أن يدركك فرعون { وَلاَ تَخْشَىٰ } الغرق أمامك { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ } قال محمد يعني لحقهم { فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } يقول فغرقوا.

{ وَوَاعَدْنَاكُمْ } يعني مواعدته لموسى { جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ } يعني أيمن الجبل { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } وقد مضى تفسيره.

{ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ } أي لا تعصوا الله في رفع المن والسلوى وكانوا أمروا ألا يأخذوا منه لغد وقد مضى تفسير هذا { فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي } أي فيجب { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ } في النار.

{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ } من الشرك { وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } مضى بالعمل الصالح حتى يموت.

{ وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ يٰمُوسَىٰ } قال بعضهم يعني السبعين الذين اختارهم فذهبوا معه للميعاد { قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي } أي ينتظرونني بالذي آتيهم به وليس يعني أنهم يتبعونه.

{ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ } أي ابتليناهم.

{ فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ أَسِفاً } أي حزينا شديد الحزن مع غضبه على ما صنع قومه من بعده { قَالَ يٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } في الآخرة على التمسك بدينه { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ } يعني الموعد { قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا } أي بطاقتنا إلى قوله { فَنَسِيَ }.

قال يحيى كان وعدهم موسى أربعين ليلة فعدوا عشرين يوما وعشرين ليلة فقالوا هذه أربعون فقد أخلفنا موسى الوعد وكانوا استعاروا من آل فرعون حليا لهم أظنه ليوم العيد وكانوا قد أمروا أن يسري بهم ليلا فكره القوم أن يردوا العواري على آل فرعون فيفطنوا لهم فأسروا من الليل والعواري معهم وهي الأوزار التي قالوا { حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً } أي أثقالا فقال لهم السامري بعد ما مضت عشرون يوما وعشرين ليلة إنما ابتليتم بهذا الحلي فهاتوه وألقى ما معه من الحلي وألقى القوم ما معهم فصاغه عجلا ثم ألقى في فيه التراب الذي كان أخذه من تحت حافر فرس جبريل يوم جاز بنو إسرائيل البحر فجعل يخور خوار البقرة فقال عدو الله { هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } أي نسي موسى المعنى أن موسى طلب هذا ولكنه نسيه وخالفه في طريق آخر قال الله { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً } يعني العجل.

قال محمد من قرأ ألا يرجع بالرفع فالمعنى أنه لا يرجع { وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً }.