الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ } * { إِذْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ } * { أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } * { إِذْ تَمْشِيۤ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ ٱلْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يٰمُوسَىٰ } * { وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } * { ٱذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } * { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } * { قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ } * { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } * { فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } * { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ }

{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ } فذكره النعمة الأولى يعني قوله { إِذْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ } شيء قذف في قلبها ألهمته وليس بوحي نبوة { أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ } أي اجعليه { فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ } في البحر { فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ } يعني فرعون { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } قال قتادة ألقى الله عليه محبة منه فأحبوه حين رأوه { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } أي ولتغذى بمرأى مني.

{ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ } أي يضمه قالوا نعم فجاءت بأمه فقبل ثديها.

{ وَقَتَلْتَ نَفْساً } يعني القبطي الذي كان قتله خطأ { فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ ٱلْغَمِّ } قال الحسن يعني من الخوف فلم يصل إليك القوم وغفرنا لك ذلك الذنب { وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً } أي ابتليناك ابتلاء الابتلاء والاختبار بمعنى واحد { فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ } أقام بمدين عشرين سنة { ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يٰمُوسَىٰ } أي على موعد في تفسير مجاهد.

{ وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } اخترتك { وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } أي لا تضعفا في الدعاء إلي { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } كفر { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } سمعت بعض الكوفيين يقول في تفسير ذلك كنياه { لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } قال السدي الألف ها هنا صلة يقول لعله يتذكر ويخشى.

قال محمد لعل في اللغة معناها الترجي والطمع فالمعنى اذهبا على رجائكما وطمعكما وقد علم الله عز وجل أنه لا يتذكر ولا يخشى.

{ قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ } أي يجعل علينا عقوبة منه { أَوْ أَن يَطْغَىٰ } فيقتلنا { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } يقول ليس بالذي يصل إلى قتلكما.

{ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } كان بنو إسرائيل عند القبط بمنزلة أهل الجزية فينا { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ } العصا واليد { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ }.

قال يحيى كان النبي عليه السلام إذا كتب إلى المشركين كتب: " السلام على من اتبع الهدى ".