الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } * { فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً } * { لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً } * { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } * { يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } * { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } * { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } * { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } * { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً }

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } أي يذريها تذرية من أصولها تصير الجبال كالهباء المنثور { فَيَذَرُهَا } يعني الأرض { قَاعاً صَفْصَفاً } القاع الذي لا أثر عليه والصفصف المستوية التي ليس عليها نبات { لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً } قال ابن عباس العوج الوادي { وَلاۤ أَمْتاً } قال مجاهد يعني ارتفاعا { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ } صاحب الصور أي يسرعون إليه حين يخرجون من قبورهم { لاَ عِوَجَ لَهُ } أي لا يتعوجون عن إجابته يمينا ولا شمالا { وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ } أي سكنت { فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } قال الحسن يعني صوت الأقدام.

قال محمد الهمس في اللغة الشيء الخفي.

{ يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } يعني التوحيد { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } من أمر الآخرة { وَمَا خَلْفَهُمْ } من أمر الدنيا أي إذ صاروا في الآخرة { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } أي ويعلم ما لا يحيطون به علما أي ما لا يعلمون { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ } أي ذلت والقيوم القائم على كل نفس قال محمد يقال عنا يعنو إذا خضع.

{ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } أي شركا.

{ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً } يعني أن يزاد عليه في سيئاته { وَلاَ هَضْماً } أن ينقص من حسناته.

{ وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ } أي بينا من يعمل كذا فله كذا { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً } تفسير السدي المعنى لعلهم يتقون ويحدث لهم ذكرا الألف ها هنا صلة.