الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } * { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } * { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ } * { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }

{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } قال ابن عباس الذين أشركوا هم المجوس وذلك أن المجوس كانوا يأتون الملك بالتحية في النيروز والمهرجان فيقولون له عش أيها الملك ألف سنة كلها مثل يومك هذا قال الله عز وجل { وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ } أي ما عمره بمباعده من العذاب { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } يعني نزل القرآن { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } من كتاب الله عز وجل.

قال قتادة ذكر لنا أن عمر بن الخطاب أتى نفرا من اليهود فلما أبصروه رحبوا به فقال أما والله ما جئت لحبكم ولا لرغبة فيكم ولكن جئت لأسمع منكم فسألهم وسألوه فقالوا له من صاحب صاحبكم قال جبريل قال قالوا ذاك عدونا من أهل السماء يطلع محمدا على سرنا وهو إذا جاء جاء بالحرب والسنة وكان صاحب صاحبنا ميكائيل وكان إذا جاء جاء بالخصب وبالسلم فقال عمر أتعرفون جبريل وتنكرون محمدا وفارقهم عند ذلك وتوجه نحو النبي عليه السلام ليحدثه حديثه فوجده قد نزلت عليه هذه الآية وفي رواية الكلبي أن اليهود قالت إن جبريل عدو لنا فلو أن محمدا يزعم أن ميكائيل الذي يأتيه صدقناه وإن جبريل عدو لميكائيل فقال عمر إني أشهد أن من كان عدوا لجبريل فإنه عدو لميكائيل.

قوله تعالى { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ } أي نقضه { فَرِيقٌ مِّنْهُم } يعني اليهود { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } كقولهفَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } [البقرة: 88].