الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } * { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } * { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } * { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

قال يحيى وقوله { لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ } تفسير ابن عباس لا يحرث عليها ولا يسقى عليها.

وقوله { مُسَلَّمَةٌ } يعني من العيوب في تفسير قتادة وقوله عز وجل { لاَّ شِيَةَ } فيها يعني لا سواد فيها ولا بياض في تفسير مجاهد قال محمد القراءة { لاَّ شِيَةَ } بالنصب على النفي والوشي في اللغة خلط لون بلون تقول وشيت الثوب أشيه شية ووشيا فكأن المعنى لا لون فيها يخالف معظم لونها وهو الذي أراد مجاهد.

والذلول من الدواب الخاضعة وهي بينة الذل والذل ضد الصعوبة يقال هذا جمل ذلول بين الذل بكسر الذال.

قال يحيى وقوله عز وجل { قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ } أي بينت وقد حدثني سعيد عن قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما أمر القوم بأدنى بقرة ولكنهم لما شددوا على أنفسهم شدد عليهم والذي نفسي بيده لولم يستثنوا ما بينت لهم ".

يحيى وحدثني المعلى عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال قتل رجل عمه فألقاه بين قريتين فأعطوه ديتين فأبى أن يأخذ فأتوا موسى فأوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها فشددوا فشدد الله عليهم ولو كانوا اعترضوا البقر أول ما أمروا لأجزأهم ذلك.

قال محمد ومعنى اعترضوا أخذوا منها بغير تخيير.

{ فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا } يعني ألقى قتله بعضهم على بعض قال محمد ادارأتم أصله تدارأتم فأدغمت التاء في الدال ومعناه تدافعتم يقال درأ الكوكب بضوئه أي دفع.

{ فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ } قال يحيى سمعت بعضهم يقول رمي قبره ببعضها قال قتادة يعني بفخذها ففعلوا فقام فأخبر بقاتله ثم مات.

قال ابن عباس طلبوها فوجدوها عند رجل بر بوالديه فبلغ ثمنها ملء مسكها دنانير.

قال يحيى وذكر لنا أن وليه الذي كان يطلب دمه هو الذي قتله فلم يورث بعده قاتل.

{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } قال يحيى يعني بل أشد قسوة قال محمد وقيل إن الألف زائدة والمعنى فهي كالحجارة وأشد قسوة ومثل هذا من الشعر:
ألا زعمت ليلى [بأني فاجر   لنفسي] تقاها أو عليها فجورها
قوله عز ذكره { وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ } أي تجري { وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ } يعني العيون التي لا تكون أنهارا { وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ } قال مجاهد كل حجر انفجر منه ماء أو تردى من رأس جبل فهو من خشية الله.

{ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ } لكم يقول هذا للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين أن يصدقوكم يعني جماعة اليهود لأن الخاصة قد تتبع ملته { وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ } قال الحسن يعني كتاب الله التوراة { ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ } حرفوا ما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ودينه { وَهُمْ يَعْلَمُونَ }.