الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُم مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }

قوله تعالى: { وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ } إلى { وَبَصَلِهَا } قال قتادة لما أنزل الله عليهم المن والسلوى في التيه ملوه وذكروا عيشا كان لهم بمصر فقال الله عز وجل لهم { أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً } يعني مصرا من الأمصار { فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ } وقال الكلبي اهبطوا مصر بغير ألف يعني مصر بعينها قال قتادة والفوم الحب الذي يختبزه الناس { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ } يعني الجزية.

قال محمد وقد قيل { ٱلذِّلَّةُ } الصغار { وَٱلْمَسْكَنَةُ } الخضوع.

{ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } يعني استوجبوا.

قال محمد معنى { وَبَآءُو } في اللغة رجعوا يقال بؤت بكذا فأنا أبوء به ولا يقال باء إلا بشر.

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } يعني بأمر الله.

{ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ } يعني تهودوا { وَٱلنَّصَارَىٰ } قال قتادة سموا نصارى لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة { وَٱلصَّابِئِينَ } قال قتادة هم قوم يقرءون الزبور ويعبدون الملائكة.

قال يحيى وبعضهم يقرءونها والصائبين مهموزة.

قال محمد وأصل الكلمة من قولهم صبأ نابه إذا خرج فكان معنى الصابئين خرجوا من دين إلى دين والتهود أصله التعود يقال للعائد هائد ومتهود.

{ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ } يعني من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وعمل بشريعته { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } قال محمد القراءة { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } بالرفع والنصب جائز وقد قرئ بهما.

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ } يعني فوق رءوسكم { خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم } يعني التوراة { بِقُوَّةٍ } بجد { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ } أي احفظوا ما فيه واعملوا به والطور جبل كانوا في أصله فاقتلع وأشرف ففعلوا.

{ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } حين لم يعجل لكم العذاب { لَكُنْتُم مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ } يعني المعذبين.

{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ } يقول هذا لعلمائهم { فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } أي صاغرين في تفسير الحسن.

قال محمد وقيل { خَاسِئِينَ } يعني مبعدين يقال خسأت فلانا عني وخسأت الكلب أي باعدته.

قال يحيى واعتداؤهم أخذهم الصيد في يوم السبت وسيأتي تفسيره في سورة الأعراف.