الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ } * { يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِي ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ } * { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } * { وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } * { وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ }

{ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ } يعلمون { أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمْ } قال محمد الظن في كلام العرب بمعنيين شك ويقين قال دريد بن الصمة:
فقلت لهم ظنوا بألفي مقاتل   سراتهم بالفارسي المشرد
ومعنى ظنوا أي أيقنوا.

قوله { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ } قال قتادة يعني أهل زمانهم { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً } أي لا تغني قال محمد يقال جزى عني فلان بلا همز أي ناب عني وأجزأني كفاني.

{ وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ } أي لا تكون الشفاعة إلا للمؤمنين { وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } أي لا يقبل منها فداء { وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } أي لا أحد ينتصر لهم.

قال محمد إنما يقال للفداء عدل لأنه مثل للشيء يقال هذا عدل هذا وعديله والعدل بكسر العين هو ما حمل على الظهر.

{ وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ } يلونكم { سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي أشده { يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ } فلا يقتلونهن { وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } يعني إذ نجاكم منه قال محمد البلاء يتصرف في النقل على وجوه وهو ها هنا النعمة.

{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ } ماتوا وفرعون فيهم { وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } يعني أوليهم.

قال محمد في قوله { وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ } هو كقولهفَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } [الشعراء: 63].