الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } * { قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُولَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ } * { يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّٰيَ فَٱرْهَبُونِ }

{ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ } قال محمد أزلهما هو من الزلل المعنى كسبهما الزلة والخطيئة.

قال يحيى بلغنا أن إبليس دخل في الحية فكلمهما منها وكانت أحسن الدواب فمسخها الله ورد قوائمها في جوفها وأمشاها على بطنها وبلغنا أن أبا هريرة قال حواء هي التي دلت الشيطان على ما كانا نهيا عنه.

{ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } آدم ومعه حواء وإبليس والحية التي دخل إبليس فيها لا تقدر على ابن آدم في موضع إلا لدغته ولا يقدر عليها في موضع إلا شدخها { وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّْ } من يوم يولد إلى يوم يموت { وَمَتَٰعٌْ } يعني معايشهم التي يستمتعون بها { إِلَىٰ حِينٍ } يعني الموت { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ } وعلى حواء.

يحيى عن شريك عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس قال هو قولهمارَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } [الأعراف: 23].

قال محمد قوله عز وجل { فَتَلَقَّىٰ } معناه قبل وأخذ.

{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى } أي رسول { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } في الآخرة من النار { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على الدنيا.

{ يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } عليكم خاطب بهذا من أدرك النبي عليه السلام منهم يذكرهم ما فعل بأولهم أنه أنجاهم من آل فرعون وأنجاهم من الغرق وظلل عليهم الغمام وغير ذلك من نعمة الله التي لا تحصى { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْْ } تفسير الكلبي بعهدي في الإيمان بمحمد { أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } الذي عهدت لكم من الجنة { وَإِيَّٰيَ فَٱرْهَبُونِ } هو كقوله { فَٱتَّقُونِ }.

قال محمد يقال وفيت بالعهد وأوفيت به.

قوله { فَٱرْهَبُونِ } أصله فارهبوني بالياء وحذفت لأنها رأس آية.