الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَٰواْ وَيُرْبِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَٰواْ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَٰلِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ } * { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَٰواْ } يعني يمحقه يوم القيامة فيبطله { وَيُرْبِي ٱلصَّدَقَٰتِ } لأهلها أي يضاعفها يحيى عن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ما تصدق عبد بصدقة فتقع في يد السائل حتى تقع في يد الله ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تصير اللقمة مثل أحد ".

{ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } والكفر أعظم الإثم { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ } يعني ما افترض الله عليهم { لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } يعني الجنة { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على الدنيا. { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَٰواْ } يعني ما بقي مما أربوا فيه في الجاهلية ألا يأخذوه وما أخذوا قبل إسلامهم فهو حلال لهم { إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } يعني إذ كنتم مؤمنين { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } أي فاعلموا أنكم بحرب من الله ورسوله وأنكم مشركون قال محمد من قرأ { فَأْذَنُواْ } غير موصولة فهو من آذن يؤذن أي أعلم ومن قرأها موصولة فهي من أذن يأذن إذا أصغى للشيء وسمعه.

{ وَإِنْ تُبْتُمْ } أي أسلمتم { فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَٰلِكُمْ } يقول يبطل الفضل إذا كان بقي دينا على المطلوب { لاَ تَظْلِمُونَ } فتأخذون الفضل { وَلاَ تُظْلَمُونَ } من رءوس أموالكم شيئا { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ } قال محمد ذو عسرة بالرفع هو على معنى فإن وقع ذو عسرة.

يحيى عن أبي الأشهب عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله من يسر على معسر أو محا عنه ".

يحيى عن إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوءمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظله يوم القيامة ".

قوله { وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } قال الحسن أي خير لكم في يوم ترجعون فيه إلى الله.