الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ ٱلْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَٱحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } * { ٱلشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } * { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }

{ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ } إلى قوله { فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ } قال مجاهد يعني ريحا شديدة فيها سموم { نَارٌ فَٱحْتَرَقَتْ } يقول أمنكم من يود ذلك أي ليس منكم من يوده فاحذروا ألا تكون منزلتكم عند الله كذلك أحوج ما تكونون إلى أعمالكم يحبطها ويبطلها فلا تقدرون منها على شيء وهذا مثل المفرط في طاعة الله حتى يموت.

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ } تفسير الحسن هذا في النفقة الواجبة كانوا يتصدقون بأردإ دراهمهم وأردإ طعامهم فنهاهم الله عن ذلك فقال { وَلاَ تَيَمَّمُواْ ٱ ;لْخَبِيثَ } وهو الردىء { مِنْهُ تُنْفِقُونَ } قال محمد { وَلاَ تَيَمَّمُواْ } يعني لا تقصدوا { وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ } تفسير الكلبي يقول لو كان لبعضكم على بعض حق فأعطي دون حقه لم يأخذه منه إلا أن يرى أنه قد تغامض له عن بعض حقه وكذلك قول الله لا تستكملوا الأجر كله إلا أن يتغمدكم منه برحمة { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } غني عما عندكم لمن بخل بصدقته حميد لمن احتسب بصدقته.

{ ٱلشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ } يخبرهم أنهم حين ينفقون الرديء إنما هو ما يلقي الشيطان في قلوبهم من الفقر { وَٱللَّهُ يَعِدُكُم } على ما تنفقون { مَّغْفِرَةً مِّنْهُ } لذنوبكم { وَفَضْلاً } قال الحسن يعني جنة { وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } واسع لخلقه عليم بأمرهم.

قوله { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ } يعني الفقه في القرآن { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } أولو العقول وهم المؤمنون { وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُهُ } يعني يحصيه { وَمَا لِلظَّالِمِينَ } المشركين { مِنْ أَنْصَارٍ }.