الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى ٱلْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ ٱلنِّكَاحِ وَأَن تَعْفُوۤاْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَنسَوُاْ ٱلْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ للَّهِ قَٰنِتِينَ } * { فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى ٱلْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيۤ أَنْفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

{ لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ } يعني تجامعوهن { أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى ٱلْمُقْتِرِ قَدَرُهُ } { ٱلْمُوسِعِ } الذي وسع عليه في الرزق { ٱلْمُقْتِرِ } المقتر عليه { مَتَاعاً بِٱلْمَعْرُوفِ }.

يحيى وليس في المتعة أمر مؤقت إلا ما أحب لنفسه من طلب الفضل في ذلك وقد كان في السلف من يمتع بالخادم ومنهم من يمتع بالكسوة ومنهم من يمتع بالطعام قال محمد { مَتَاعاً } يجوز أن يكون النصب فيه على معنى ومتعوهن متاعا ويقال أوسع الرجل إذا استغنى وأقتر إذا كان مقترا عليه وأصل الإقتار الضيق.

{ وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ } أي تجامعوهن { وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ } قال محمد القراءة فنصف بالرفع على معنى فعليكم نصف ما فرضتم.

قال سعيد بن المسيب كان لها المتاع في سورة الأحزاب فنسختها هذه الآية فصار لها نصف الصداق { إِلاَّ أَن يَعْفُونَ } يعني النساء { أَوْ يَعْفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ ٱلنِّكَاحِ } قال شريح هو الزوج إن شاء عفا عن نصف الصداق فأعطى المرأة الصداق تاما وإن شاءت المرأة عفت عن نصف الصداق فسلمت الصداق كله للزوج.

يحيى وكان الحسن يقول الذي بيده عقدة النكاح هو الولي.

{ وَأَن تَعْفُوۤاْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ } يقول ذلك من التقوى { وَلاَ تَنسَوُاْ ٱلْفَضْلَ بَيْنَكُمْ } أي لا تتركوه.

{ حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ } يعني الصلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها { وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ } وهي في الخمس.

يحيى عن عثمان عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث عن علي قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة الوسطى فقال: " هي صلاة العصر التي فرط فيها نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم ".

{ وَقُومُواْ للَّهِ قَٰنِتِينَ } أي مطيعين قال محمد معنى { قَٰنِتِينَ } هنا أي ممسكين عن الكلام وأصل القتوت الطاعة { فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً } تفسير قتادة قال هذا عند الضراب بالسيوف راكبا كنت أو ساعيا أو ماشيا إن استطعت فركعتين وإلا فركعه تومئ برأسك إيماء أينما توجهت.

قال يحيى وبلغني أنه إذا كان الأمر أشد من ذلك كبر أربع تكبيرات قال محمد قوله { فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً } معناه فصلوا رجالا أو ركبانا و رجالا جمع راجل كما قالوا صاحب وصحاب والخوف ها هنا باليقين لا بالظن.

{ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } يعني فصلوا لله تعالى { وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى ٱلْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ } تفسير قتادة قال كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها ينفق عليها من ماله حولا ما لم تخرج فإن خرجت فلا نفقة لها فنسخ الحول في قولهوَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً }

السابقالتالي
2