الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سَلْ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ } * { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

{ سَلْ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ } تفسير الحسن يعني ما نجاهم الله من آل فرعون وظلل عليهم الغمام وغير ذلك وآتيناهم بينات من الهدى بين لهم الهدى من الكفر { وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُ } يقول بدلوا ذلك واتخذوا اليهودية والنصرانية { فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } أخبر أنه ستشتد نقمته على اليهود والنصارى الذين بدلوا دين الله. { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } في طلبهم الآخرة { وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } وهم المؤمنون { فَوْقَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي خير منهم { وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } قال بعضهم يعني من غير أن يحاسب نفسه لأن ما عند الله لا ينقص كما ينقص ما في أيدي الناس.

{ كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } تفسير قتادة ذكر لنا أنه كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون كلهم يعمل بطاعة الله على الهدى وعلى شريعة من الحق ثم اختلفوا بعد ذلك فبعث الله نوحا عليه السلام فكان أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض { وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ } أي حسدا بينهم { فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ } أي بأمره.

{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم } أي سنن الذين مضوا من قبلكم. قال محمد المعنى ولما يصبكم مثل الذي أصاب الذين خلوا من قبلكم وهو الذي أراد يحيى.

{ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ } { ٱلْبَأْسَآءُ } البؤس { وَٱلضَّرَّآءُ } المرض والجراح { وَزُلْزِلُواْ } أصابتهم الشدة { حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ } قال محمد من قرأ حتى يقول بالرفع فالمعنى حتى قال الرسول ومن نصب فعلى معنى حتى يكون من قول الرسول.

قال الله { إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ } قال الحسن وذلك أن الله وعدهم النصر والظهور فاستبطئوا ذلك لما وصل إليهم من الشدة فأخبر الله النبي عليه السلام والمؤمنين بأن من مضى قبلكم من الأنبياء والمؤمنين كان إذا بلغ البلاء منهم هذا عجلت لهم نصري فإذا ابتليتم أنتم بذلك أيضا فأبشروا فإن نصري قريب { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ } الآية نزلت هذه الآية قبل أن تنزل آية الزكاة ولم يكن ذلك يومئذ شيئا موقتا.