الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وِمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } * { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ ٱتَّقَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوآ أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } * { وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلفَسَادَ }

{ وِمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ } وهم المؤمنون { رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً.... } الآية قال الحسن والحسنة في الدنيا طاعة الله وفي الآخرة الأجر وقال بعضهم الحسنة في الدنيا كل ما كان من رخاء الدنيا ومن ذلك الزوجة الصالحة { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ } أي ثواب ما عملوا وهي الجنة.

{ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ } قال ابن عباس هي أيام التشريق يذكر الله فيها ويرمى فيها الجمار وما مضت به السنة من التكبير في دبر الصلوات { فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } تفسير قتادة يعني فمن تعجل في يومين من أيام التشريق فنفر فلا إثم عليه ومن تأخر إلى اليوم الثالث فلا إثم عليه.

قوله تعالى { لِمَنِ ٱتَّقَىٰ }.

يحيى عن الحارث بن نبهان عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ".

{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } وهو المنافق الذي يقر بالإيمان في العلانية { وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ } من الكفر والجحود بما أقر به في العلانية { وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } أي كاذب في القول { وَإِذَا تَوَلَّىٰ } أي فارقك { سَعَىٰ فِي ٱلأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا } الآية قال الكلبي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وكان شديد الخصام فإما إهلاكه الحرث والنسل فيعني قطع الرحم الذي كان بينه وبين ثقيف فبيتهم ليلا فأهلك مواشيهم وأحرق حرثهم وكان حسن العلانية سيئ السريرة.