الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } * { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَٱلآنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّليْلِ وَلاَ تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَٰكِفُونَ فِي ٱلْمَسَٰجِدِ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } * { وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ }

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي } تفسير قتادة قال ذكر لنا أنه لما أنزل الله تبارك وتعالىٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر: 60] قال رجل كيف ندعو يا رسول الله فأنزل الله { وَٱبْتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ } قال قتادة الرفث الغشيان.

{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ } أي سكن لكم { عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ } قال قتادة كان المسلمون في أول ما فرض عليهم الصيام إذا رقدوا لم يحل لهم النساء ولا الطعام ولا الشراب بعد رقادهم فكان قوم يصيبون من ذلك بعد رقادهم فكانت تلك خيانة القوم أنفسهم فتاب عليهم بعد ذلك وأحل ذلك إلى طلوع الفجر وقال { فَٱلآنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ } تفسير مجاهد يعني الولد يطلبه الرجل فإن كان ممن كتب الله له الولد رزقه إياه قال محمد وهذا أمر ندب لا فرض.

{ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ } يعني سواد الليل وتبين هذا من هذا.

قال يحيى الفجر فجران فأما الذي كأنه ذنب السرحان فإنه لا يحل شيئا ولا يحرمه وأما المستطيل الذي يأخذ بالأفق فإنه يحل الصلاة ويوجب الصيام.

قال محمد وقوله { ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ } يعني بياض النهار { مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ } يعني سواد الليل ويتبين هذا من هذا عند طلوع الفجر الثاني وقوله تعالى { وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } هو أمر إباحة { وَلاَ تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَٰكِفُونَ فِي ٱلْمَسَٰجِدِ } تفسير السدي كان الرجل يعتكف فإذا خرج من مصلاه فلقي امرأته غشيها فنهاهم الله عن ذلك حتى يفرغ من اعتكافه { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا } أي لا تقربوا ما نهاكم الله عنه آية { وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ } تفسير الحسن هو الرجل يأكل مال الرجل ظلما ويجحده إياه ثم يأتي به إلى الحكام والحكام إنما يحكمون بالظاهر فإذا حكم له استحله بحكمه { لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أنه ليس لكم بحق قال محمد قوله تعالى وتدلوا بها إلى الحكام يعني الأموال وأصل الكلمة في اللغة من قولك أدليت الدلو إذا أرسلتها وتقول أدلى فلان بحجته أي أرسلها.

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ } قال قتادة ذكر لنا أنهم سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم لم خلقت هذه الأهلة فأنزل الله هذه الآية أي هي مواقيت للناس لصومهم وإفطارهم وحجهم وعدة نسائهم ومحل دينهم.

قوله تعالى { وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا } تفسير قتادة قال كان هذا الحي من الأنصار إذا أهل أحدهم لم يدخل بيتا ولا دارا من بابه إلا أن يتسور حائطا تسورا وأسلموا وهم كلهم على ذلك حتى نهاهم الله.

{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } وذلك قبل أن يؤمروا بقتال المشركين كافة فكانوا لا يقاتلون إلا من قاتلهم { وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ } يعني في حربكم فتقاتلوا من لم يقاتلوكم ثم أمر بقتالهم في سورة براءة.