الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } * { لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلْكِتَابِ وَٱلنَّبِيِّينَ وَآتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلاةَ وَآتَى ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَٱلصَّابِرِينَ فِي ٱلْبَأْسَآءِ وٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلْبَأْسِ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِصَاصُ فِي ٱلْقَتْلَى ٱلْحُرُّ بِالْحُرِّ وَٱلْعَبْدُ بِٱلْعَبْدِ وَٱلأُنثَىٰ بِٱلأُنْثَىٰ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَٰوةٌ يٰأُولِي ٱلأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ }

{ لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } تفسير قتادة يقول ليس البر أن تكونوا نصارى فتصلوا إلى المشرق ولا أن تكونوا يهودا فتصلوا إلى المغرب إلى بيت المقدس { وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ } قال محمد يعني ولكن البر بر من آمن بالله { وَآتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ } قال ابن مسعود تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل الحياة وتخشى الفقر { ذَوِي ٱلْقُرْبَىٰ } هم القرابة { وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ } يعني الضيف { وَفِي ٱلرِّقَابِ } يعني المكاتبين { وَأَقَامَ ٱلصَّلاةَ وَآتَى ٱلزَّكَاةَ } المفروضة { وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ } عليه من الحق { وَٱلصَّابِرِينَ فِي ٱلْبَأْسَآءِ وٱلضَّرَّآءِ } قال قتادة { ٱلْبَأْسَآءِ } البؤس والفقر { وٱلضَّرَّآءِ } السقم والوجع { وَحِينَ ٱلْبَأْسِ } يعني مواطن القتال في الجهاد.

قال محمد قوله تعالى { وَٱلْمُوفُونَ } يجوز أن يكون مرفوعا على معنى وهم الموفون والنعت إذا طال جاز أن يرفع بعضه وينصب بعضه في مذاهب النحويين.

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِصَاصُ فِي ٱلْقَتْلَى... } الآية تفسير الحسن كان أهل الجاهلية فيهم بغي قد كان إذا قتل من الحي منهم مملوك قتله حي آخرون قالوا لا نقتل به إلا حرا وإذا قتل من الحي منهم امرأة قتلها حي آخرون قالوا لا نقتل بها إلا رجلا فأنزل الله عز وجل هذه الآية ونهاهم عن البغي ثم أنزل الله بعد ذلك في المائدةوَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ } [المائدة: 45] يعني النفس التي قتلت بالنفس التي قتلت وهذا في الأحرار.

قوله تعالى { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } تفسير قتادة يقول من قتل عمدا ل فعفي عنه وقبلت منه الدية { فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } أمر المتبع أن يتبع بالمعروف وأمر المؤدي أن يؤدي بإحسان { بِإِحْسَانٍ ذٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ } قال قتادة كان أهل التوراة أمروا بالحدود وكان أهل الإنجيل أمروا بالعفو وجعل لهذه الأمة القصاص والعفو والدية إن شاءوا قتلوا وإن شاءوا عفوا وإن شاءوا أخذوا الدية إذا تراضوا عليها.

{ وَرَحْمَةٌ } أي رحم الله بها هذه الأمة وأطعمهم الدية قال قتادة ولم تحل لأحد قبلهم في القتل عمدا { فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ } يعني على القاتل فقتله بعد ما قبل منه الدية { فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } يعني القاتل يقتله الوالي ولا ينظر في ذلك إلى عفو الولي { وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَٰوةٌ } أي بقاء يخاف الرجل القصاص وهي بذلك حياة له { يٰأُولِي ٱلأَلْبَابِ } العقول يعني المؤمنين { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } لكي تتقوا القتل.

{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ } أي فرض عليكم { إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ... } الآية قال قتادة الخير المال وأمر تبارك وتعالى في هذه الآية بالوصية للوالدين والأقربين ثم نسخ ذلك في سورة النساء بقولهوَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ } [النساء: 11] وصارت الوصية لمن لا يرث من قريب أو بعيد قال محمد وقوله عز وجل { حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ } نصب { حَقّاً } على معنى كان ذلك عليهم حقا.