الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } * { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ }

{ وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً } تفسير الحسن كمثل الراعي يصيح بالغنم فترفع رءوسها لا تدري ما يقول ثم تضع رءوسها فكذلك هم إذا دعوا إلى الهدى { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } { صُمٌّ } عن الحق فلا يسمعونه { بُكْمٌ } عنه فلا ينطقون به { عُمْيٌ } عنه فلا يبصرونه.

قال محمد يقال نعق ينعق ونعق ينعق لفتان.

{ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } يعني الحلال { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ... } إلى قوله { فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ } تفسير مجاهد { غَيْرَ بَاغٍ } أي يبغي على الناس { وَلاَ عَادٍ } قاطع سبيل ولا مفارق الأئمة ولا خارج في معصية الله { فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } أي فله الرخصة في أن يأكل.

قال يحيى يأكل حتى يشبع ولا يتزود.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ } هم أهل الكتاب الذين حرفوا كتاب الله { وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } يعني المأكلة التي كانت لهم { أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ } أي سوف يأكلون به النار { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي لا يكلمهم بما يحبون وقد يكلمهم ويسألهم عن أفعالهم { وَلاَ يُزَكِّيهِمْ } أي ولا يطهرهم من إثمهم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } موجع { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ } قال الحسن يعني اختاروا الضلالة على الهدى والعذاب على المغفرة { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } أي فما أجرأهم على العمل الذي يدخلهم النار.