{ وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً } تفسير الحسن كمثل الراعي يصيح بالغنم فترفع رءوسها لا تدري ما يقول ثم تضع رءوسها فكذلك هم إذا دعوا إلى الهدى { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } { صُمٌّ } عن الحق فلا يسمعونه { بُكْمٌ } عنه فلا ينطقون به { عُمْيٌ } عنه فلا يبصرونه. قال محمد يقال نعق ينعق ونعق ينعق لفتان. { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } يعني الحلال { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ... } إلى قوله { فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ } تفسير مجاهد { غَيْرَ بَاغٍ } أي يبغي على الناس { وَلاَ عَادٍ } قاطع سبيل ولا مفارق الأئمة ولا خارج في معصية الله { فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } أي فله الرخصة في أن يأكل. قال يحيى يأكل حتى يشبع ولا يتزود. { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ } هم أهل الكتاب الذين حرفوا كتاب الله { وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } يعني المأكلة التي كانت لهم { أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ } أي سوف يأكلون به النار { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي لا يكلمهم بما يحبون وقد يكلمهم ويسألهم عن أفعالهم { وَلاَ يُزَكِّيهِمْ } أي ولا يطهرهم من إثمهم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } موجع { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ } قال الحسن يعني اختاروا الضلالة على الهدى والعذاب على المغفرة { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } أي فما أجرأهم على العمل الذي يدخلهم النار.