الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } * { إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }

{ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ } يعني مغفرة { وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } يعني الموفقين { إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ } قال محمد: الشعائر واحدها: شعيرة، وهي كل شيء جعله الله علما من أعلام الطاعة { فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ } أي لا إثم عليه { أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا } يعني أن يتطوف.

يحيى عن حماد عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال كان إساف على الصفا ونائلة على المروة وهما صنمان فلما جاء الإسلام كرهوا أن يطوفوا بهما من أجلهما فأنزل الله { إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ } الآية.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلْهُدَىٰ } وهم أصحاب الكتاب كتموا محمدا صلى الله عليه وسلم والإسلام { أُولَـٰئِكَ يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ } تفسير الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال إن الكافر إذا حمل على سريره قال روحه وجسده ويلكم أين تذهبون بي فإذا وضع في قبره ورجع عنه أصحابه أتاه منكر ونكير أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يخدان الأرض بأنيابهما ويطآن في أشعارهما فيجلسانه ثم يقولان له من ربك فيقول لا أدري فيقال له لا دريت ثم يقولان له ما دينك فيقول لا أدري فيقال له لا دريت ثم يقولان له من نبيك فيقول لا أدري فيقال له لا دريت هكذا كنت في الدنيا ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها فيقال له هذه الجنة التي لو كنت آمنت بالله وصدقت رسوله صرت إليها لن تراها أبدا ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له هذه النار التي أنت صائر إليها ثم يضيق عليه قبره ثم يضرب ضربة بمرزبة من حديد لو أصابت جبلا لا رفض ما أصابت منه قال فيصيح عند ذلك صيحة يسمعها كل شيء غير الثقلين فلا يسمعها شيء إلا لعنة فهو قوله عز ذكره { أُولَـٰئِكَ يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ }.

قوله تعالى { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ } أمر محمد والإسلام { فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ... } الآية.