الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } * { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ } قال الكلبي لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال ابن الخطاب لعبد الله بن سلام إن الله تعالى أنزل على نبيه أن أهل الكتاب { يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ } كيف هذه المعرفة يا ابن سلام قال نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله به إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه مع الغلمان والذي يحلف به عبد الله بن سلام لأنا بمحمد أشد معرفة مني لابني فقال له عمر وكيف ذلك قال عرفته بما نعته الله لنا في كتابه وأما ابني فلا أدري ما أحدثته أمه فقال له عمر وفقك الله فقد أصبت وصدقت.

{ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } يعني الشاكين أنك رسول الله ويعرفون الإسلام { وَلِكُلٍّ } يعني كل ذي ملة { وِجْهَةٌ } يعني قبلة { هُوَ مُوَلِّيهَا } أي مستقبلها { فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِْ } قال قتادة يعني لا تفتنن في قبلتكم قال محمد وقيل المعنى فبادروا إلى ما أمرتكم به من أمر القبلة وهو نحو قول قتادة.

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ } يعني من مكة { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَْ } يعني أن القبلة الكعبة { وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } أي تلقاءه ونحوه { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ } تفسير الحسن أخبره الله تعالى أنه لا يحوله عن الكعبة إلى غيرها أبدا فيحتج عليه بذلك محتجون كما احتج عليه مشركو العرب في قولهم رغبت عن قبلة آبائك ثم رجعت إليها { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ } قال الحسن لا يحتج بمثل تلك الحجة إلا الذين ظلموا { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ } في أمري يعني امضوا على ما آمركم به { وَٱخْشَوْنِي } في تركه.