الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } * { وَلَئِنْ أَتَيْتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى { سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ } وهم مشركو العرب في تفسير الحسن { عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } هي بيت المقدس نزلت هذه الآية بعد ما صرف النبي عليه السلام إلى الكعبة فهي قبلها في التأليف وهي بعدها في التنزيل وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حوله الله عز وجل إلى الكعبة من بيت المقدس قال المشركون يا محمد رغبت عن قبلة آبائك ثم رجعت إليها وأيضا والله لترجعن إلى دينهم فأنزل الله { سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } التي كانوا عليها الآية.

قوله تعالى { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } أي عدلا يعني أمه محمد { لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } يوم القيامة بأن الرسل قد بلغت قومها عن ربها { وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } أنه قد بلغ رسالة ربه إلى أمته وهذا تفسير قتادة قال محمد وأنشد بعضهم.
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم   إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
قوله تعالى { وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ } يعني بيت المقدس { إِلاَّ لِنَعْلَمَ } يعني علم الفعال { مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } يعني صرف القبلة قال قتادة كانت القبلة فيها بلاء وتمحيص صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة إقامته بمكة إلى بيت المقدس وصلت الأنصار نحو بيت المقدس حولين قبل قدوم النبي عليه السلام إلى المدينة وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم وجهه الله عز وجل بعد ذلك إلى الكعبة فقال قائلون { مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } لقد اشتاق الرجل إلى مولده.

قوله تعالى { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قال قتادة لما صرفت القبلة قال قوم كيف بأعمالنا التي كنا نعمل فأنزل الله { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } وقد يبتلي الله تعالى العباد بما شاء من أمره الأمر بعد الأمر ليعلم من يطيعه ممن يعصيه وكل ذلك مقبول إذا كان في إيمان بالله وإخلاص له وتسليم لقضائه.

قوله تعالى { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } تفسير الكلبي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: " وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها " فقال جبريل: إنما أنا عبد مثلك فادع الله وسله ثم ارتفع جبريل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل الله فأنزل الله عليه { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } " { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } أي تحبها { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } يعني تلقاءه قال محمد وأنشد بعضهم:

السابقالتالي
2