الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ } * { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } * { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } * { وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ } أخلص قوله تعالى { وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ } يعني كلمة التوحيد { وَيَعْقُوبُ } أي وأوصى بها أيضا يعقوب بنيه بعد إبراهيم قال { يَابَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ } أي اختار لكم الإسلام { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ } أي لم تكونوا يومئذ حضورا خاطب بهذا من كان حول النبي عليه السلام من بني إسرائيل { إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ } أي شيء تعبدون { مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ } وكان الحسن يقرؤها نعبد إلهك وإله أبيك إبراهيم وإسماعيل أي وإله إسماعيل وإسحاق قال محمد من قرأ بهذا فإنه كره أن يجعل العم أبا.

قوله تعالى { إِلَـٰهاً وَاحِداً } قال محمد نصب إلها واحدا على معنى نعبد إلهك في حال وحدانيته { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ } يعني جماعة قد مضت { وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي إنكم إنما تسألون عن أعمالكم آية { وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ } قالت اليهود كونوا يهودا تهتدوا وقالت النصارى كونوا نصارى تهتدوا قال عز وجل { } يا محمد { بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } أي بل نكون على ملة إبراهيم { حَنِيفاً } قال الحسن الحنيف المخلص قال محمد ومعنى الحنف في اللغة الميل يقال رجل حنف ورجل حنيف ورجل أحنف وهو الذي تميل قدماه كل واحدة منهما إلى أختها بأصابعها فالمعنى إن إبراهيم حنف إلى دين الله.