الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ } * { يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ } * { وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَاكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }

{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } قال قتادة هم أصحاب نبي الله آمنوا بكتاب الله وأحلوا حلاله واجتنبوا حرامه وعملوا بما فيه قوله تعالى { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ (*) يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } يعني عالم أهل زمانهم { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً } أي لا تغني { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ } أي فداء { وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ } أي إن الشفاعة لا تكون إلا للمؤمنين { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } يعني يمنعون من العذاب.

{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ } اختبر { إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ } عمل بهن تفسير ابن عباس هي المناسك { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً } قال الكلبي يعني يهتدي بهديك وسنتك فأعجب ذلك إبراهيم { قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي } أي ومن كان من ذريتي فليكن إماما لغير ذريتي قال الله { قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ } من ذريتك أي أن أجعلهم أئمة يقتدى بهم قوله تعالى { وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ } قال الحسن يعني يثوبون إليه كل عام قال محمد قوله { مَثَابَةً } أي معادا تقول ثبت إلى كذا وأثبت إلى كذا أي عدت إليه وثاب إليه جسمه بعد العلة أي عاد.

قوله تعالى { وَأَمْناً } قال الحسن كان ذلك في الجاهلية كان الرجل إذا جر جريرة ثم لجأ إلى الحرم لم يطلب ولم يتناول فأما في الإسلام فإن الحرم لا يمنع من حد يجب عليه { وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } يعني موطئ قدميه.

يحيى عن حماد عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب قال يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله { وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }.

قال محمد قراءة يحيى { وَٱتَّخِذُواْ } بكسر الخاء وقرأ بعض القراء:واتخذوا " بفتح الخاء ومعناها أن الناس اتخذوا هذا.

يحيى عن حماد عن الحجاج بن أرطأة عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن أبي بن كعب قال المقام جاء به ملك فوضعه تحت قدم إبراهيم.

يحيى عن حماد وحدثني الحجاج عن مولى لبني هاشم عن ابن عباس قال الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة.

قوله تعالى { وَعَهِدْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ } قال قتادة أي من عبادة الأوثان وقول الزور والمعاصي { لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَاكِفِينَ } تفسير ابن عباس الطائفون الذين يطوفون بالبيت والعاكفون القعود حوله ينظرون إليه { وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } الذين يصلون إليه.