قوله تعالى { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَـٰنَهُ } ينزه نفسه عما يقولون { بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } قال الحسن كل له قائم بالشهادة بأنه عبد لله { بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي ابتدعهما بغير مثال { وَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } قال محمد قوله { كُنْ فَيَكُونُ } المعنى فهو يكون { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } وهم مشركو العرب { لَوْلاَ } هلا { يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ } يعني قول قوم موسى لموسى عليه السلام{ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } [النساء: 153] وما سألوا من الآيات { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } في الكفر مثل قوله{ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ } [التوبة: 30] { قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } يصدقون قال محمد يعني الآيات التي أتي بها صلوات الله عليه في نحو انشقاق القمر وغير ذلك من آياته. قوله تعالى { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً } بشيرا بالجنة ونذيرا من النار { وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ } من قرأها تسأل بفتح التاء تفسيره لا تسأل عن حالهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن أبيه فأنزل الله عز وجل { وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ } وتقرأ على وجه آخر ولا تسأل عن أصحاب الجحيم أي لا تسأل عنهم إذا أقمت عليهم الحجة. قوله تعالى { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ } يعني بذلك العامة منهم { حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } { قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ } يعني الإسلام الذي أنت عليه { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } يثبته بذلك وقد علم جل جلاله أنه لا يتبع أهواءهم.