الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } * { بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ ٱلنَّصَارَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ ٱلْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

قوله تعالى { وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا قال الله تعالى { قُلْ هَاتُواْ } قال الحسن يعني حجتكم ثم كذبهم وأخبر تعالى أن الجنة إنما هي للمؤمنين فقال { بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ } أي أخلص دينه لله { وَهُوَ مُحْسِنٌ } [ { فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على الدنيا] الآية.

قوله تعالى { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ ٱلنَّصَارَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة والإنجيل أي فكيف اختلفوا وتفرقوا في الكتاب والكتاب واحد جاء من عند الله يصدق بعضه بعضا { كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ } قال محمد يعني من كذب من الأمم أمة نوح وعاد وثمود وغيرهم أي أن هؤلاء أيضا قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا فيما ذكر ابن عباس { فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } قال يحيى فيكون حكمه فيهم أن يكذبهم جميعا ويدخلهم النار.

قوله تعالى { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ.... } الآية تفسير الكلبي أن الروم غزوا بني إسرائيل فحاربوهم فظهروا عليهم فقتلوا مقاتلتهم وسبوا ذراريهم وأحرقوا التوراة وهدموا بيت المقدس وألقوا فيه الجيف فلم يعمرا حتى بناه أهل الإسلام فلم يدخله رومي بعد إلا خائفا { لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } وهو فتح مدينتهم رومية وقتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم { وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

قوله تعالى { وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } قال محمد المعنى هو خالقهما { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ } قال بعضهم يعني فثم قبلة الله.

يحيى عن أشعث عن عاصم بن عبيد الله العمري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فنزلوا منزلا في ليلة ظلماء فجعل أحدهم يجمع الحصباء فيجعلها مسجدا فيصلي فلما أصبحوا إذا هم لغير القبلة فأنزل الله عز وجل { وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } الآية.