الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } * { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } * { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ } * { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني لا تشركوا { قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } أي أظهروا الإيمان { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } أن الله يعذبهم في الآخرة { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ } إذا قال لهم النبي والمؤمنون آمنوا كما آمن المؤمنون قال بعضهم لبعض { أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ } يعنون من آمن ولم يعلنوا قولهم هذا { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } أنهم سفهاء في تفسير الحسن.

قال محمد أصل السفه خفة الحلم ومنه يقال ثوب سفيه إذا كان خفيفا وقيل أصل السفه الجهل.

{ وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ } قال قتادة يعني رؤساءهم في الشرك { قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَْ } بمحمد وأصحابه { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْْ } قال محمد يعني يجازيهم جزاء الاستهزاء.

يحيى عن المبارك بن فضالة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يجاء بالمستهزئين يوم القيامة يفتح لهم باب من أبواب الجنة فيدعون ليدخلوا فيجيئون فإذا بلغوا الباب أغلق فيرجعون ثم يدعون ليدخلوا فيجيئون فإذا بلغوا الباب أغلق فيرجعون ثم يدعون ليدخلوا فيجيئون فإذا ل بلغوا الباب أغلق فيرجعون ثم يدعون حتى إنهم يدعون فلا يجيئون من اليأس ".

{ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } قال السدي يعني يترددون قال محمد معنى يمدهم يطيل لهم تقول مددت فلانا في غيه ومددت له فإذا كان في الشر قلت مددته وإذا كان في الخير قلت أمددته والطغيان العتو والتكبر والعمه في كلام العرب الحيرة والضلال يقال عمه الرجل في الأمر يعمه عموها إذا تاه فيه وتحير فهو عمه وعامه.