الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } * { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } * { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً } * { كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } * { فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } * { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } * { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } * { لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً }

{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } أي في الآخرة { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ } على الاستفهام أي علم ما فيه أي لم يطلع { أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } أي لم يفعل والعهد التوحيد في تفسير بعضهم.

{ كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } هو كقولهفَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } [النبأ: 30].

{ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } أي نرثه ماله وولده الذي قال { وَيَأْتِينَا فَرْداً } لا شيء معه يحيى عن صاحب له عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب بن الأرت قال كنت قينا في الجاهلية فعملت للعاص بن وائل حتى اجتمعت لي عنده دراهم فأتيته أتقاضاه فقال والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث قال وإني لمبعوث قلت نعم قال فسيكون لي ثم مال وولد فأقضيك فأتيت النبي عليه السلام فأنزل الله هذه الآية إلى قوله { وَيَأْتِينَا فَرْداً }.

{ وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً } هو كقولهوَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } [يس: 74] وإنما يرجون منفعة أوثانهم في الدنيا لا يقرون بالآخرة.

قال الله { كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ } في الآخرة { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } قرناء في النار المعنى يلعن بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض في تفسير قتادة.

{ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } قال قتادة يعني تزعجهم إزعاجا في معصية الله.

{ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ } وهذا وعيد { إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } يعني الأجل قال سعيد بن جبير كتب في أول الصحيفة أجله ثم يكتب أسفل من ذلك ذهب يوم كذا وذهب يوم كذا حتى يأتي على أجله.

{ يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } يحيى بلغني عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن الحارث عن علي أنه سأل رسول الله عليه السلام فقال هل يكون الوافد إلا الراكب فقال: " والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة عليها رحائل الذهب كل خطوة منها مد البصر ".

قال محمد الوفد في كلام العرب الركبان المكرمون واحدهم وافد { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ } يعني المشركين { إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } أي عطاشا قال محمد { وِرْداً } أصله في اللغة الجماعة يردون الماء.

{ لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } قال بعضهم العهد التوحيد.