الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كۤهيعۤصۤ } * { ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } * { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً } * { قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } * { وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ مِن وَرَآءِى وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً } * { يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } * { يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } * { قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً } * { قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } * { قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِيۤ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } * { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً }

قوله { كۤهيعۤصۤ } كان الحسن يقول لا أدري ما تفسيره غير أن قوما من أصحاب النبي عليه السلام كانوا يقولون أسماء السور وفواتحها.

قال يحيى ثم ابتدأ الكلام فقال { ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } يقول ذكره لزكريا رحمة منه له { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً } أي سرا { قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي } أي ضعف { وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً } قال محمد شيبا منصوب على التمييز.

{ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } أي لم أزل بدعائي إياك سعيدا { وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ مِن وَرَآءِى } يعني العصبة الذين يرثوني { مِن وَرَآءِى } من بعدي فأراد أن يكون من صلبه من يرث ماله في تفسير قتادة { وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً } أي لم تلد { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ } من عندك { وَلِيّاً } يعني ولدا { يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } أي يرث ملكهم وسلطانهم كانت امرأة زكريا من ولد يعقوب ليس يعني يعقوب الأكبر يعقوب دونه.

قال محمد من قرأ يرثني ويرث بالرفع جعله كالنعت للولى المعنى هب لي الذي يرثني.

ومن قرأها بالجزم يرثني ويرث من آل فعلى جواب الأمر.

{ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ } قال قتادة أحياه الله بالإيمان { لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } قال قتادة أي لم يسم أحد قبله يحيى { قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } من أين يكون لي ولد { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً } أي يبسا.

قال محمد يقال لكل شيء قد يبس عتا يعتو عتيا وعتوا.

{ قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ } قال له الملك { قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ } أعطيك هذا الولد وهو كلام موصول أخبر به الملك عن الله { قَالَ } زكريا { رَبِّ ٱجْعَل لِيۤ آيَةً } علامة { قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } يعني صحيحا لا يمنعك الكلام مرض قال قتادة إنما عوقب لأنه سأل الآية بعد ما شافهته الملائكة وبشرته بيحيى فأخذ عليه لسانه فجعل لا يبين الكلام { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ } يعني المسجد { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } أشار إليهم { أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } أي صلوا لله بالغداة والعشي.