الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَكُلِي وَٱشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً } * { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُواْ يٰمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } * { يٰأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } * { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } * { قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً } * { وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً } * { وَبَرّاً بِوَٰلِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } * { وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } * { ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ } * { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَـٰكِنِ ٱلظَّالِمُونَ ٱلْيَوْمَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

{ فَكُلِي وَٱشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً } قال محمد يقال قررت به عينا أقر بفتح القاف في المستقبل قرورا وقررت في المكان أقر بكسر القاف و عينا منصوب على التمييز.

{ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً } أي صمتا { فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً } أذن لها في هذا الكلام وكانت آية جعلها الله لها يومئذ قال محمد يقال للممسك عن الطعام أو الكلام صائم.

{ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } أي عيما قال محمد يقال فلان يفري الفري إذا عمل عملا أو قال قولا فبالغ فيه كان في خير أو شر وأنشد بعضهم:
ألا رب من يدعو صديقا ولو ترى   مقالته بالغيب ساءك ما يفري
قوله { يٰأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمْرَأَ سَوْءٍ } أي ما كان زانيا قال قتادة ليس بهارون أخي موسى ولكنه هارون آخر كان يسمى هارون الصالح المحبب في عشيرته المعنى يا شبيهة هارون في عبادته وفضله.

{ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } بيدها قال قتادة أمرتهم بكلامه { قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ } أي كيف نكلم { مَن كَانَ } أي من هو { فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } والمهد الحجر في تفسير قتادة.

{ وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ } يقول جعلني معلما مؤدبا { وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً } أي مستكبرا عن عبادة الله { وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ... } الآية ولم يتكلم بعد ذلك بشيء حتى بلغ مبلغ الغلمان { ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ ٱلْحَقِّ } قال الحسن الحق هو الله قال محمد من قرأ قول بالرفع فالمعنى هو قول الحق.

{ ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ } قال قتادة امترت فيه اليهود والنصارى أما اليهود فزعموا أنه ساحر كذاب وأما النصارى فزعموا أنه ابن الله وثالث ثلاثة وإله { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ } ينزه نفسه عما يقولون { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } يعني عيسى كان في علمه أن يكون من غير أب.

قال محمد قوله { أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ } المعنى أن يتخذ ولدا ومن مؤكدة.

{ وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ } الآية هذا قول عيسى لهم { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } يعني النصارى فتجادلوا في عيسى فقالت فرقة هو ابن الله وقالت فرقة إن الله هو المسيح ابن مريم وقالت فرقة الله إله وعيسى إله ومريم إله.

قال الله { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ * أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا } وذلك يوم القيامة يقول ما أسمعهم يومئذ وما أبصرهم سمعوا حين لم ينفعهم السمع وأبصروا حين لم ينفعهم البصر.