الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً } * { وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } * { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَٰهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً }

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا } أي لم يؤمن بها أي لا أحد أظلم منه.

{ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أغطية { أَن يَفْقَهُوهُ } لئلا يفقهوه { وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } وهو الصمم عن الهدى { وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً } يعني الذين يموتون على شركهم.

{ وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ } يعني لمن آمن.

{ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } قال الحسن ملجأ قال محمد يقال وأل فلان إلى كذا إذا لجأ ويقال لا وألت نفسك أي لا نجت وفلان موائل أي مبادر لينجو ومن هذا قول الشاعر
لا واءلت نفسك خليتها   للعامريين ولم تكلم
قوله { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } أي أشركوا وجحدوا رسلهم.

{ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم } أي لعذابهم { مَّوْعِداً } أجلا ووقتا.

قال محمد من قرأ { لِمَهْلِكِهِم } بضم الميم وفتح اللام فهو مصدر أهلكه إهلاكا ومهلكا ومن قرأ { لِمَهْلِكِهِم } بنصب الميم واللام أراد هلكوا مهلكا.

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَٰهُ } وهو يوشع بن نون { لاۤ أَبْرَحُ } أي لا أزول { حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ } يعني حيث التقيا قال قتادة يعني بحر فارس والروم { أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } الحقب سبعون سنة وقيل ثمانون.