الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } * { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً } * { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } * { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }

{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً } أي مستوية ليس عليها بناء ولا عمد قال محمد يجوز النصب في قوله { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ } على معنى واذكر يوم نسير الجبال.

{ وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } يقال أحضروا فلم يغب منهم أحد قال محمد يقال غادرت كذا وغدرته أي خلفته.

{ وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً } أي صفوفا { لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي حفاة عراة غرلا يعني غلفا غير مختتنين.

يحيى عن الأزهر بن عبد الله الأزدي أن رسول الله لما قرأ هذه الآية قالت عائشة يا سوءتاه لك يا ابنة أبي بكر فقال رسول الله: " الناس يومئذ أشغل من أن ينظر بعضهم إلى بعض إن أول من يكسى إبراهيم خليل الله " من حديث يحيى بن محمد.

{ بَلْ زَعَمْتُمْ } يقول للمشركين { أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً } يعني أن لن تبعثوا { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } يعني ما كانت تكتب عليهم الملائكة في الدنيا { فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ } يعني المشركين { مُشْفِقِينَ } أي خائفين { مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً } في كتبهم { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }.

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ } قال الحسن وهو أول الجن كما أن آدم من الإنس وهو أول الإنس وتفسير قتادة كان من الجن قبيل من الملائكة يقال لهم الجن وكان على خزانة السماء الدنيا { فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } أي عصى أمره.

قال محمد الفسوق أصله الخروج تقول العرب فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها.

{ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ } يعني الشياطين الذين دعوهم إلى الشرك { أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي }.

{ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً } أي بئس ما استبدلوا بعبادة ربهم طاعة إبليس.