الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً } * { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً } * { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } * { هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً } * { وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً } * { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }

{ أَوْ يُصْبِحَ } يعني أو يصير { مَآؤُهَا غَوْراً } أي ذاهبا قد غار في الأرض { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً } قال محمد غورا مصدر وضع موضع الاسم يقال ماء غور ومياه غور { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } من الليل قال محمد معنى أحيط أهلك.

{ فَأَصْبَحَ } من الغد { يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ } قال الحسن يقول يضرب إحداهما على الأخرى ندامة { عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } قال محمد معنى خاوية على عروشها أي خراب على سقفها والأصل في ذلك أن يسقط السقف ثم تسقط الحيطان عليها { وَيَقُولُ } في الآخرة { يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي } في الدنيا { أَحَداً }.

{ وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ } أي عشيرة { يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ } قال محمد قوله { فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ } ولم يقل تنصره المعنى ولم يكن له أقوام ينصرونه.

{ هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ } تقرأ برفع الحق وبجره فمن قرأها بالرفع فيقول هنالك الولاية الحق لله ومن قرأها بالجر يقول لله الحق والحق اسم من أسماء الله المعنى هنالك يتولى الله كل عبد لا يبقى أحد يومئذ إلا تولى الله فلا يقبل ذلك من المشركين قال يحيى قال السدي الولاية بالفتح.

قال محمد وقرأها حمزة والكسائي بكسر الواو ذكره أبو عبيد.

قوله { هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً } أي عاقبة قال محمد ثوابا وعقبا منصوبان على التمييز.

{ وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ } قال محمد يعني اندفع في النبات فأخذ النبات زخرفه.

{ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ } فأخبر أن الدنيا ذاهبة زائلة كما ذهب ذلك النبات بعد بهجته وزينته.

{ ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } هي في تفسير الحسن الفرائض { خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } يقول هي جزاء ما قدموه في الدنيا ل أي يثابوه في الآخرة.