الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً } * { كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً } * { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } * { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } * { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً } * { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } * { لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } * { وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } * { فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً }

{ وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً } قال محمد يقول جعلنا النخل مطبقا بهما وقوله { مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ } نصبهما على معنى المفعول أي اضرب لهم رجلين مثلا.

{ كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا } أطعمت ثمرتها { وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً } أي تنقص قال محمد قال آتت ولم يقل آتتا لأن المعنى كل واحد منهما آتت أكلها.

{ وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً } أي بينهما { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } أي أصل { فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } أي يراجعه الكلام { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } يعني رجالا وناصرا.

قال يحيى كانا أخوين من بني إسرائيل ورثا عن أبيهما مالا فاقتسماه فأصاب كل واحد منهما أربعة آلاف دينار فأما أحدهما فكان مؤمنا فأنفق في طاعة الله وقدمه لنفسه وأما الآخر فكان كافرا اتخذ الأرضين والضياع والدور والرقيق فاحتاج المؤمن ولم يبق في يده شيء فجاء إلى أخيه يزوره ويتعرض لمعروفه فقال أخوه وأين ما ورثت قال أقرضته ل ربي وقدمته لنفسي فقال له أخوه لكني اتخذت به لنفسي ولولدي ما قد رأيت.

قال الله { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } يعني بشركه { قَالَ مَآ أَظُنُّ } أي ما أوقن { أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } أي تفنى تفسير الحسن ليس يعني أنها لا تفنى فتذهب ولكنه يعني أنه يعيش فيها حتى يأكلها حياته { وَمَآ أَظُنُّ } أي وما أوقن أن { ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً } يجحد بالبعث { وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا } أي من جنتي { مُنْقَلَباً } في الآخرة إن كانت آخرة قال { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } وقال { جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ } كانت جنة فيها نهر فهي جنة وهي جنتان { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ } المؤمن { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } إلى قوله { لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً }.

قال محمد لكنا كتبت فيما ذكر أبو عبيد بالألف في المصحف الذي يقال هو مصحف عثمان قال وقرأها غير واحد مشددة على حذف الألف إذا وصلوا وأضلها فيما أرى لاكن أنا فالتقت النونان فأدغمتا فإذا وصلت القراءة حذفت الألف وثبتت في الوقف وهذا كقولك أن فعلت ذلك فالألف محذوفة فإذا سكت عليها قلت أنا بإثبات الألف.

قال محمد وذكر الزجاج أن من أثبت الألف في الوصل كما يثبتها في الوقف فهو على لغة من قال أنا فعلت قال وإثباتها في الوصل شاذ.

{ وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ } أي فهلا إذ دخلت جنتك { قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } ثم قال { إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ } في الآخرة { خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } قال السدي يعني نارا منالسماء قال محمد وقيل { حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } أي مرامي واحدتها حسبانة ومن قرأ أقل بالنصب فهو مفعول ثان ترى ودخلت أنا للتوكيد.

قال { فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } تفسير الحسن يعني ترابا لا نبات فيه قال محمد الصعيد المستوي ويسمى وجه الأرض صعيدا ولذلك يقال للتراب صعيد لأنه وجه الأرض و الزلق الذي تزل عليه الأقدام.