الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } * { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } * { وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } * { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلأَرَآئِكِ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً }

{ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } لا يغير في الآخرة بخلاف ما قال في الدنيا { وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } ل قال قتادة يعني موئلا قال ملتحدا أي نصيرا يقال لحدت وألحدت بمعنى عدلت.

{ وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ } قال قتادة هما الصلاتان صلاة الفجر وصلاة العصر وبعدهما فرضت الصلوات قبل خروج النبي من مكة إلى المدينة بسنة { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } محقرة لهم { تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } قال محمد ومعنى لا تعد لا تصرف بصرك عنهم إلا غيرهم.

قال يحيى نزلت في سلمان الفارسي وصهيب وخباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة قال المشركون للنبي عليه السلام إن أردت أن نجالسك فاطرد عنا هؤلاء القوم.

يحيى عن أشعث عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لذكر الله بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله ومن إعطاء المال سحا ".

يحيى عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله: " لأن أجالس أقواما يذكرون الله بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس أحب إلي من كل ما تطلع عليه الشمس ولأن أجالس أقواما يذكرون الله بعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس أحب إلي من أعتق ثمانية من ولد إسماعيل ".

قوله { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ } يعني شهوته { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } يعني تضييعا { } قال قتادة يعني القرآن.

قال محمد المعنى وقل الذي آتيتكم به الحق من ربكم.

{ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } هذا وعيد أي من آمن دخل الجنة ومن كفر دخل النار.

قوله { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } يعني سورها { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ } تفسير زيد بن أسلم كعكر الزيت.

قال محمد ما أذيب من الذهب والفضة والصفر والرصاص وما أشبه ذلك فهو عند أهل اللغة مهل.

{ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ } أي يحرقها إذا أهوى ليشربه { بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } أي منزلا ومأوى وهذا وعيد لمن كفر.

قال محمد مرتفقا منصوب على التمييز.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } إلى قوله { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ }.

يحيى عن ابن لهيعة أن رسول الله عليه السلام قال: " إن الرجل من أهل الجنة لو بدا إسواره لغلب على ضوء الشمس ".

وقال سعيد بن المسيب ليس من أهل الجنة أحد إلا وفي يده ثلاثة أسورة إسوار من ذهب وإسوار من فضة وإسوار من لؤلؤ.

{ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } وهما نوعان من الحرير قال محمد قيل إن السندس رقيق الديباج والإستبرق ثخينه.

{ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } تفسير ابن عباس الأرائك السرر عليها الحجال.