الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً } * { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَداً } * { وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } * { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }

{ وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } يقول إلا أن تستثني قال محمد المعنى إلا أن تقول إن شاء الله فأضمر القول ذكره أبو عبيد.

وقوله { وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } قال يحيى " بلغنا أن اليهود لما سألت رسول الله عن أصحاب الكهف قال لهم رسول الله عليه السلام أخبركم عنها غدا ولم يستثن " فأنزل الله هذه الآية.

قال الحسن أمر ألا يقول لشيء في الغيب إني فاعل ذلك غدا دون أن يستثني إلا أن يشاء الله وأمر أن يستثني إذا ذكر فكان الحسن يقول إذا حلف الرجل على شيء وهو ذاكر للاستثناء ولم يستثن فلا ثنيا له وإن حلف على شيء وهو ناس للاستثناء فله ثنياه ما دام في مجلسه ذلك تكلم أو لم يتكلم.

{ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَداً } قال محمد قيل المعنى عسى ربي أن يعطيني من الآيات والدلالات على النبوة ما يكون أقرب في الرشد وأدل من قصة أصحاب الكهف.

{ وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ } ثم أخبر ما تلك الثلاثمائة فقال { سِنِينَ } قال محمد سنين عطف على ثلاثمائة وهذا العطف يسميه النحويون عطف البيان والتوكيد قوله { وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } أي تسع سنين تفسير قتادة قال هذا قول أهل الكتاب رجع إلى أول الكلام { سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِٱلْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } ويقولون { وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } قال قتادة فرد الله على نبيه فقال { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي يعلم غيب السموات والأرض { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } يقول ما أبصره وما أسمعه.

قوله { مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ } يمنعهم من عذاب الله { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } أي ولا يشرك الله في حكمه أحدا.