الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } * { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً } * { وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىٰ طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً } * { إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوۤاْ إِذاً أَبَداً }

{ وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ } أي تميل { عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ } أي تتركهم { ذَاتَ ٱلشِّمَالِ } قال الحسن يقول لا تدخل الشمس كهفهم { وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ } أي في فضاء من الكهف.

قال محمد تزاور الأصل فيه تتزاور فأدغمت التاء في الزاي و تفرضهم أصل القرض القطع والتفرقة والقراءة تقرضهم بكسر الراء وفيه لغة أخرى تقرضهم بالضم.

{ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } أي صاحبا يرشده.

قال محمد المهتد وقعت في المصحف في هذا الموضع بغير ياء ووقعت في الأعراف بالياء وحذف الياء جائز في الأسماء ولا يجوز في الأفعال.

{ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً } أي مفتحة أعينهم { وَهُمْ رُقُودٌ } قال محمد الأيقاظ المنتبهون والرقود النيام.

{ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ } قال قتادة في رقدتهم الأولى قبل أن يموتوا قال أبو عياض لهم في كل عام تقليبتان { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ } أي بفناء الكهف { لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً } قال محمد فرارا منصوب على المصدر لأن معنى وليت فررت و رعبا منصوب على التمييز.

{ وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ }. وكانوا دخلوا الكهف في أول النهار قال فنظروا فإذا هو قد بقي من الشمس بقية فقالوا { أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } ثم إنهم شكوا فردوا ذلك إلى الله فقالوا { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ } أي بدراهمكم { إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ } وكانت معهم دراهم { فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىٰ طَعَاماً } تفسير سعيد بن جبير أيها أحل.

قال يحيى وقد كان من طعام قومهم ما لا يستحلون أكله.

{ فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ } يعلمن { بِكُمْ أَحَداً * إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ } أي يطلعوا عليكم { يَرْجُمُوكُمْ } يقتلوكم بالحجارة { أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ } الكفر { وَلَن تُفْلِحُوۤاْ إِذاً أَبَداً } إن فعلتم.