{ وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ } أي تميل { عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ } أي تتركهم { ذَاتَ ٱلشِّمَالِ } قال الحسن يقول لا تدخل الشمس كهفهم { وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ } أي في فضاء من الكهف. قال محمد تزاور الأصل فيه تتزاور فأدغمت التاء في الزاي و تفرضهم أصل القرض القطع والتفرقة والقراءة تقرضهم بكسر الراء وفيه لغة أخرى تقرضهم بالضم. { مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } أي صاحبا يرشده. قال محمد المهتد وقعت في المصحف في هذا الموضع بغير ياء ووقعت في الأعراف بالياء وحذف الياء جائز في الأسماء ولا يجوز في الأفعال. { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً } أي مفتحة أعينهم { وَهُمْ رُقُودٌ } قال محمد الأيقاظ المنتبهون والرقود النيام. { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ } قال قتادة في رقدتهم الأولى قبل أن يموتوا قال أبو عياض لهم في كل عام تقليبتان { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ } أي بفناء الكهف { لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً } قال محمد فرارا منصوب على المصدر لأن معنى وليت فررت و رعبا منصوب على التمييز. { وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ }. وكانوا دخلوا الكهف في أول النهار قال فنظروا فإذا هو قد بقي من الشمس بقية فقالوا { أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } ثم إنهم شكوا فردوا ذلك إلى الله فقالوا { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ } أي بدراهمكم { إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ } وكانت معهم دراهم { فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىٰ طَعَاماً } تفسير سعيد بن جبير أيها أحل. قال يحيى وقد كان من طعام قومهم ما لا يستحلون أكله. { فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ } يعلمن { بِكُمْ أَحَداً * إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ } أي يطلعوا عليكم { يَرْجُمُوكُمْ } يقتلوكم بالحجارة { أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ } الكفر { وَلَن تُفْلِحُوۤاْ إِذاً أَبَداً } إن فعلتم.