الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيلِ وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } * { وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } * { وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً }

{ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } يعني الصلوات الخمس { لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ } أي لزوالها في كبد السماء يعني صلاة الظهر والعصر { إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيلِ } يعني اجتماعه وظلمته صلاة المغرب عند بدو الليل وصلاة العشاء عند اجتماع الليل وظلمته إذا غاب الشفق { وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ } وهي صلاة الصبح { إِنَّ قُرْآنَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.

قال محمد قوله { وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ } المعنى وأقم قرآن الفجر.

{ وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ } يعني عطية من الله لك قال محمد يقال تهجد الرجل إذا سهر وهجد إذا نام.

{ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } وعسى من الله واجبة والمقام المحمود الشفاعة يحيى عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن صلة بن زفر عن حذيفة ابن اليمان قال يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد حفاة عراة كما خلقوا يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حتى يلجمهم العرق ولا تكلم نفس إلا بإذنه قال فأول من يدعى محمد صلى الله عليه وسلم يا محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والسعيد من هديت وعبدك بين يديك وبك وإليك ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت وعلى عرشك استويت سبحانك رب البيت ثم يقال له اشفع قال فذلك المقام المحمود الذي وعده الله.

{ وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ } يعني المدينة حين هاجر إليها أمره الله بهذا الدعاء { وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ } أي إلى قتال أهل بدر وقد كان أعلمه الله أنه سيقاتل المشركين ببدر ويظهره عليهم.

قال محمد من قرأ { مُدْخَلَ } بضم الميم فهو مصدر أدخلته مدخلا ومن قرأ مدخل بنصب الميم فهو على أدخلته فدخل مدخل صدق وكذلك شرح مخرج مثله { وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ } من عندك { سُلْطَاناً نَّصِيراً } أي حجة بينة في تفسير مجاهد.