الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } * { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } * { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً } * { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } * { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } * { إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً } * { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً }

{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } أي فضلنا بني آدم على البهائم والسباع والهوام { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } يعني طيبات الطعام والشراب فجعل رزقهم أطيب من رزق الدواب والطير والجن.

{ يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } تفسير قتادة ومجاهد أي بنبيهم قال محمد يجوز أن يكون نصب يوم على معنى اذكر يوم ندعو كل أناس.

{ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } أي قدر فتيل والفتيل الذي يكون في بطن النواة.

{ وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ } تفسير قتادة يقول من كان في هذه الدنيا أعمى عما عاين فيها من نعم الله وخلقه وعجائبه فيعلم أن له معادا فهو فيما يغيب عنه من أمر الآخرة أعمى { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } أي طريقا.

قال محمد وهذا من عمى القلب أي هو في الآخرة أشد عمى وأضل سبيلا لأنه لا يجد طريقا إلى الهداية.

{ وَإِن كَادُواْ } أي قد كادوا { لَيَفْتِنُونَكَ } أي يستزلونك { عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } يعني القرآن { لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } لو فعلت ذلك { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ } عصمناك { لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأذَقْنَاكَ } لو فعلت { ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ } أي عذاب الدنيا { وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ } أي عذاب الآخرة.

قال محمد المعنى ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات قال قتادة ذكر لنا أن قوما خلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يكلمونه ويفخمونه وكان في قولهم أن قالوا يا محمد إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس وأنت سيدنا وابن سيدنا فما زالوا يكلمونه حتى كاد يقاربهم يلين لهم ثم إن الله عصمه من ذلك.

{ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ } يعني بالأرض مكة { لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا } أي يخرجونك منها بالقتل في تفسير الحسن { وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً } يعني بعدك حتى يستأصلهم بالعذاب لو قتلوك { سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا } أنهم إذا قتلوا نبيهم أهلكهم الله بالعذاب.

قال محمد يجوز أن يكون نصب سنة بمعنى أنا سننت السنة فيمن أرسلنا قبلك.