الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } * { رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } * { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً } * { أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ ٱلْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } * { أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ ٱلرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً }

{ إِنَّ عِبَادِي } يعني من يلقى الله مؤمنا { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } أن تضلهم { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } أي حرزا ومانعا لعباده المؤمنين.

{ رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ ٱلْفُلْكَ } أي يجريها { فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } يعني طلب التجارة في البحر { إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } فبرأفته ورحمته سخر لكم ذلك والرحمة للكافر في هذا رحمة الدنيا.

{ وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ } يعني الأهوال { فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ } يعني ما تعبدون { إِلاَّ إِيَّاهُ } يقول إلا إياه تدعون كقولهبَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ } [الأنعام: 41].

تعلمون أنه لا ينجيكم من الغرق إلا هو { فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ } عن الذي نجاكم ورجعتم إلى شرككم { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً } يعني المشرك.

{ أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ ٱلْبَرِّ } كما خسف بقوم لوط وبقارون { أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } قال قتادة أي حجارة من السماء يحصبكم بها كما فعل بقوم لوط { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } أي منيعا ولا نصيرا { أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ } في البحر { تَارَةً أُخْرَىٰ } أي مرة أخرى { فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ ٱلرِّيحِ } يعني الريح الشديدة { فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً } أي أحدا يتبعنا بذلك فينتصر لكم.