الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } * { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } * { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } * { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً }

{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ } يعني الأوثان { فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } أن يحول ذلك الضر إلى غيره أهون منه.

{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ } يعني القربة تفسير ابن مسعود قال نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيون ولم يعلم بذلك النفر من العرب قال الله { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } يعني الجنيين الذي يعبدون هؤلاء { يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } الآية.

قال محمد أيهم أقرب أيهم رفع بالابتداء والخبر أقرب المعنى يطلبون الوسيلة إلى ربهم وينظرون أيهم أقرب إليه أي بالأعمال الصالحة أقرب إليه يتوسلون به.

{ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا } يخوفهم بالعذاب { كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } أي مكتوبا.

{ وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ } إلى قومك يا محمد وذلك أنهم سألوا الآيات { إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ } وكنا إذا أرسلنا إلى قوم بآية فلم يؤمنوا أهلكناهم فلذلك لم نرسل إليهم بالآيات لأن آخر كفار هذه الأمة أخروا إلى النفخة.

قال قتادة إن أهل مكة قالوا للنبي عليه السلام إن كان ما تقول حقا وسرك أن نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا فأتاه جبريل فقال إن شئت كان الذي سألك قومك ولكن إن هم لم يؤمنوا لم ينظروا وإن شئت استأنيت بقومك قال لا بل أستأني بقومي.

قال محمد قوله { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ } أن الأولى نصب و أن الثانية رفع المعنى ما منعنا الإرسال إلا تكذيب الأولين.

{ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً } أي بينة { فَظَلَمُواْ بِهَا } أي ظلموا أنفسهم بعقرها { وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } يخوفهم بالآية فيخبرهم أنهم إذا لم يؤمنوا عذبهم.

{ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ } أوحينا إليك { إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ } يعني أهل مكة أي يعصمك منهم فلا يصلون إليك حتى تبلغ عن الله الرسالة.

{ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ } يعني ما أراه الله ليلة أسرى به وليس برؤيا المنام ولكن بالمعاينة { إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } للمشركين لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بمسيرة إلى بيت المقدس ورجوعه في ليلة كذب بذلك المشركون فافتتنوا لذلك { وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ } يقول وما جعلنا أيضا الشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس قال الحسن ومجاهد هي شجرة الزقوم لما نزلت دعا أبو جهل بتمر وزبد فقال تعالوا تزقموا فما نعلم الزقوم إلا هذا.

قال الحسن وقوله { ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ } أي أن أكلتها ملعونون في القرآن قال { وَنُخَوِّفُهُمْ } بالشجرة الزقوم { فَمَا يَزِيدُهُمْ } تخويفنا إياهم بها وبغيرها { إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً }.