{ وَآتَيْنَآ مُوسَى ٱلْكِتَابَ } التوراة { وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ } يعني لمن آمن به { أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً } يعني ربا في تفسير بعضهم { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } أي يا ذرية لذلك انتصب. { وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ } أي أعلمناهم { لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً } يعني لتقهرن قهرا شديدا { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا } يعني أولى العقوبتين { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ } قال قتادة عوقب القوم على علوهم وفسادهم فبعث عليهم في الأولى جالوت الخزري فسبى وقتل وجاسوا خلال الديار. قال محمد معنى جاسوا طافوا الجوس طلب الشيء باستقصاء. { وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً } كائنا { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } أي عددا ففعل ذلك بهم في زمان داود يوم طالوت. { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ } يعني آخر العقوبتين { لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ } وهي تقرأ ليسوء أي ليسوء الله وجوهكم { وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ } يعني بيت المقدس { كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً } أي وليفسدوا ما غلبوا عليه إفسادا يقال إن إفسادهم الثاني قتل يحيى بن زكريا فبعث الله عليهم بختنصر عدا به عليهم فخرب بيت المقدس وسبى وقتل منهم سبعين ألفا. { عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ } قال قتادة فعاد الله بعائدته قال { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } عليكم بالعقوبة قال الحسن أعاده عليهم بمحمد فأذلهم بالجزية. { وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } قال قتادة يعني سجنا.