الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً } * { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } * { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } * { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } * { وَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } * { إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }

{ لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً } في نقمة الله { مَّخْذُولاً } في عذاب الله { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } أي وأمر بالوالدين إحسانا يعني برا { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ } تفسير الحسن يقول إن بلغا عندك الكبر أو أحدهما فوليت منهما ما وليا منك في صغرك فوجدت منهما ريحا تؤذيك فلا تقل لهم قال محمد وقيل المعنى لا تقل لهما ما فيه أدنى تبرم.

{ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } لا تغلظ لهما القول { وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } أي لينا سهلا { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ } أي لا تمتنع من شيء أحباه { وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } هذا إذا كانا مسلمين وإذا كانا كافرين فلا تقل رب ارحمهما.

يحيى عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول أن رسول الله عليه السلام أوصى بعض أهله فكان فيما أوصاه أطع والديك وإن أمراك أن تخرج من مالك كله فافعل.

يحيى عن المعلى عن أبان بن أبي عياش عن محمد بن المنكدر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح مرضيا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة ومن أمسى مثل ذلك وإن كان واحدا فواحد ومن أصبح مسخطا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى النار ومن أمسى مثل ذلك وإن كان واحدا فواحد وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه ".

{ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ } من بر الوالدين { إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } الأواب الراجع عن ذنبه.

{ وَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ } يعني ما أمر الله به من صلة القرابة { وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ } نزلت قبل أن تسمى الأصناف الذين تجب لهم الزكاة { وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } يقول لا تنفق في غير حق { إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ } يعني أنفقوا له ومن أنفق لغير الله لا يقبله الله وإنما هو لشيطان.